Monday, March 21, 2011

كويسة



يشبه الإحساس اللى حسته يوم لما ابن خالها حبسها فى الدولاب عقاباً ليها على دوشتها و تنطيطها و حركاتها الجنونية البهلوانية  اللولبية ...
لما قعدت تصرخ و تقول "هموووت" فتحلها حتة من الدولاب عشان تعرف تتنفس ، بس المشكلة إنه ماكانش عارف إن مش الخنقة بس اللى ممكن تموتها ...
الضلمة ممكن تموّتها أسرع ...
هو ده نفس إحساسها دلوقتى .. 
بالرغم من إن كل الناس حواليها وبيطبطبوا عليها بس الطبطبة دى بقت عاملة زى الجلد مثلاً ..
و وعودهم ليها بإن " اللى جاى أحسن " بقت بتسحب آخر شوية نفس فاضلين لها  بتقدر ترد بيهم عالناس 
و تقول ...."أنا كويسة "

بقت هشة أوى .. هشة ..هشة ..هشة أوى أوى أوى لدرجة إن ممكن لو قهوتها طلعت من غير وش يكون ده أكبر دليل ليها على تآمر الكون كله ضدها .. و يكون ده سبب كافى جداً انها تقعد تعيط اليوم كله .. لحد ماتتفتفت فتافيت !

 كم يلزمها من الأكاذيب ، كي تواصل الحياة و كأنه لم يأتِ!
كم يلزمها من الصدق، كي تقنعه أنها انتظرته حقاً ! *

و يوم ما الروح تقرر انها مش هتيجى على نفسها تانى , و اليوم ده هيكون بلا قيود .. و انها لازم تستسلم لحالة البكاء الهيستيرى دى .. يصادف ده كله مناسبة عائلية سعيدة .. 
يعنى عُشروميت سؤال عن الحال و الأخبار و شوية "مالِك" و العديد من
" إنتى كويسة؟" (السؤال المؤذى ده) ..
و فى كل مرة تنطلق فى نوبة أخرى من البكاء الهيستيرى لا تقل حرارة ولا حرقة عما سبقتها !

و تأكيداً لدناوة مؤامرة الكون عليها فبسبب مشكلة ما فى بشرتها بقالها كام يوم .. دموعها نازلة بتحرقها فعلاً .. بتحرقها !

إيه ده ؟!!
إيه ده ؟؟ معقول ؟!! حتى منير ؟!! حبيبها ؟!! اللى طول عمره بيطمنها و بيدفّيها ! هو كمان إتفق معاهم عليها ؟!
حاولت تستعطفه بصوت منكسر 
و تقول له  "أرجوك كفاية"
رد  " سرقت عمرى من أحزانى .. سرقته لكن ماجانى " 
إنفعلت جداً و صرخت " كفاااااااااااااااية "
رد بكل عناد " ولا حد شاف فين مكانى .. ورا الشبابيك "

بدأت تنهار فعلاً .. 
لولا انها سمعت موسيقى فيروزى جاية من بعيد ..
فتوقف الزمن للحظات ... اتنهدت ... و حست ان دى علامة من السما للطبطبة على روحها ...
و فجأة .. تنطلق فيروز بصوتها القاتل
" أهواك ... أهواك ... أهواك بلا أملِ " 
لعن الله هذه الأغنية سماءاً و أرضاً و شرقاً و غربا ..ألف مرة  !

إنهارت تماماً ... و أدركت دلوقتى بس إن
"محاولات التأقلم كلها فشي*ة " 
على رأى وئام ! و إنها مش قد المحاولات دى كلها !

و قررت تاخد أهم قرار فحياتها دلوقتى و هو إنها عمرها ماهتقول "أنا كويسة" غير لما تكون "كويسة" فعلاً ...

يا رب ... بيت صغير بكندا .. و يكون فيه مرجيحة .. و شجرة ياسمين .. و شوية شمس من اللى بتدفى الروح ... و نوم من غير أحلام ..من غير أى أحلام خالص .. يا رب !

----
* الأبيات من قصيدة لأحلام مستغانمى 
Paint by : Jouseph Lorusso